المبحث التَّاسع
الصفات الخبرية (النصوص الموهمة للمشابهة)
وردت في القرآن الكريم آيات كريمة تفيد بظاهر ألفاظها بعض صفات الله تعالى توهم من لا دراية له بهذا العلم أنها من صفات المخلوق، وذلك مثل (الوجه، واليد، والعين، والاستواء) ، مثل قوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن:27] ، وقوله سبحانه: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: 10] ، وقوله سبحانه: ... {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) } [طه: 5] ،وقوله سبحانه: ... {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} ... [الطور: 48] .
وقد ورد مثل ذلك في الأحاديث النبوية الشريفة، كصفة النزول وذلك في قوله - صلى الله عليه وسلم: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليله إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير يقول: من يدعوني فا ستجب له، من يسألني فأعطيه من يستغفر فاغفر ... له) [1] .
ومثل صفة القَدَم الواردة في قوله - صلى الله عليه وسلم: (لازال يُلقى فيها - أي جهنم وتقول: هل من مزيد حتى يضع ربُ العالمين قدميه، فينزوي بعضها إلى بعض، ثم تقول: بعزتك وكرمك، ولا تزال الجنة تفضل حتى يُنشئ الله لها خلقاً فيسكنهم فضل الجنة) [2] ، ومثل نسبة صفة النفس، والذراع، والمشي، والهرولة فيما يرويه - صلى الله عليه وسلم - عن
(1) أخرجه البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه -. صحيح البخاري: كتاب الصلاة، باب الدعاء والصلاة في آخر الليل، رقم 1094، 1/ 384.
(2) أخرجه البخاري عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -. صحيح البخاري: كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ، رقم 6949، 6/ 2689.