ربه في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني ملأ ذكرته في خير ملأ منهم وإن تقرب إليّ شبراً تقربت إليه ذراعاً وان تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً، وإنْ أتاني يمشي أتيته ... هرولة) [1] .
ومثل نسبة صفة الإصبع إلى الله - عز وجل - فيما يرويه أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - انه قال: (إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبهما كيف يشاء) [2] ، إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الصحيحة التي جاءت في صفات يُوهم ظاهرها أَنَّها من صفات المخلوقين ولعلماء المسلمين إزاء هذه الصفات مذاهب:
الأول: وهو مذهب السلف وهم من كانوا قبل الخمسمئة وقيل القرون الثلاثة الأولى من الصحابة والتابعين وأتباعهم ممن شملوا بحديث ... النبي - صلى الله عليه وسلم: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) [3] فهؤلاء ذهبوا مذهب التفويض والتوقف من غير تأويل أو تجسيم أو تشبيه أو تعطيل، فقالوا: نصفه سبحانه بما وصف به نفسه من غير تأويل، ونفوض المعنى إلى علم الله - سبحانه وتعالى - ونسلم بذلك تسليما فهم يثبتون ما أثبته الله تعالى لنفسه من صفات وما أثبته له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وينفون عنه ما نفاه الله تعالى عن نفسه أو نفاه عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [4] .
(1) أخرجه البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه -. صحيح البخاري: كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} ، رقم 6970، 6/ 2694.
(2) سنن الترمذي: باب إن القلوب بين اصبعي الرحمن، رقم 2140، 4/ 448، قال الألباني: صحيح.
(3) أخرجه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. صحيح البخاري: كتاب الشهادات، باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد. رقم 6065، 5/ 2362.
(4) ينظر: الأسماء والصفات ص 37.