المبحث الرابع
خصائص النبوة
النبوة اصطفاء واختيار من الله - عز وجل - [1] .
الاصطفاء لغةً: تناول صفو الشيء، كما أن الاختيار: تناول خيره [2] .
الاصطفاء في الاصطلاح الشرعي: قال الفيروزآبادي: اصطفاء الله بعض عباده قد يكون بإيجاده خالياً عن الشوائب الموجودة في غيره، وقد يكون باعتباره [3] وحكمه، وإن لم يتعرّ ذلك من الأول، واصطفيت كذا على كذا أي اخترته [4] ، قال تعالى: {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) } [طه:13] ، قال: اختيار نبوة ورسالة [5] .
فالنبوة فضل وهبة من الله تعالى لمن يشاء من عباده، فلا تنال بالكسب ولا بتكلف العبادة واقتحام أسوار الطاعات، ولا تدرك بتهذيب الروح وبتصفية النفس وتنقية البدن من رذائل الأخلاق ولا بالوراثة ولا أثر للذكاء فيها، ولا تأثير للمجتمع فيها.
(1) ينظر: بدء الأمالي ص 30، وشرح جوهرة التوحيد ص 142، والبصائر 2/ 145، بصيرة في الاختيار، و 2/ 178، بصيرة في الاصطفاء.
(2) الاصْطِفاءُ تَناوُلُ صَفْوَ الشيء كما أنَّ الاخْتِيارَ تَناوُلُ خَيْرَه ومنه محمدٌ صلى الله عليه وسلم مُصْطَفاهُ أَي مُخْتارُهُ. تاج العروس 38/ 427.
(3) باعتباره: باختياره، ينظر: البصائر 1/ 178.
(4) ينظر: البصائر 2/ 178، بصيرة في الاصطفاء.
(5) ينظر: البصائر 2/ 145، بصيرة في الاختيار.