ثالثاً: أنواع الوحي:
جمع أنواع الوحي قوله عز وجل: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) } [الشورى:51] .
تفيد هذه الآية الكريمة أنه ما صح لأحد من البشر أن يكلمه الله إلا على أحد الوجوه الثلاثة الآتية:
1 ـ وَحْيًا:
أ ـ الإلهام والقذف في القلب: كما أوحى الله إلى أم موسى نحو قوله: ... {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ} [القصص:7] .
ب ـ الرؤيا في المنام: كما قال - صلى الله عليه وسلم: (لم يَبْقَ من النُّبُوَّةِ إلا الْمُبَشِّرَاتُ قالوا: وما المُبَشِّرَاتُ؟ قال: الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ) [1] .
2 ـ أو من وراء حجاب: سماع الكلام من غير معاينة دل عليه {أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الشورى:51] [2] .
3 ـ {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا} : أي نزول جبريل - عليه السلام - على الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - بصور وأساليب مختلفة بدليل قوله تعالى: {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} [الشورى:51] [3] .
(1) أخرجه الإمام البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه: كتاب التعبير، باب المبشرات، رقم 6589، 6/ 2564.
(2) ينظر: البصائر 5/ 177ـ 182، بصيرة في وحي.
(3) ينظر: المصدر نفسه.