بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الأعراف:43] ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم نلقاه.
وبعد: فإن أفضل العلوم وأشرفها هو ما يتعلق بالقرآن الكريم، ومنها ما يَتَعَلَّقُ بالتفسير.
وقد اهتمت الأمة الإسلامية بهذا العلم المبارك منذ بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا تزال، فكرس كثير من العلماء جهدهم ووقتهم للاشتغال بهذا العلم.
ومن هؤلاء العلماء محمد بن يعقوب الفيروزآبادي (ت 718 هـ) ، فقد أَلَّف في التفسير كتاباً أسماه (بصائرُ ذَوِي التَّميِيز في لطائف الكتاب العزيز) ، وقد ضَمَّنَهُ أموراً كثيرة، كاللغة، والنَّحْوِ، والتفسير بالمأثور، وعلم المتشابه، فضلاً عن المسائل العَقَدِيَّة.
وقد اخترت الكتابة في المَبَاحِثِ العَقَدِيَّةِ في هذا الكتاب، فكان عنوان رسالتي: ... (المَبَاحِثُ العَقَدِيَّةُ في كِتابِ بَصَائِرِ ذَوِي التَّمْيِيزِ في لَطَائِفِ الكِتَابِ العَزِيزِ للفَيْرُزآبَادِيِّ) .
وأَمَّا سبب اختياري هذا الموضوع؛ فللأسباب الآتية:
1 ـ لكون الفيروزآبادي كما هو مشهور عند كثير من أهل العلم لُغَوِيّاً بارعاً، اشتهر بكتابه (القاموس المحيط) ، ويكفيه ذاك فخراً، ولكن هناك بعض الذين حققوا تآليفه ذكروا أَنَّه متنوع الثقافة، أَلَّفَ في اللغة، والتفسير، والتاريخ، والتراجم،