فهرس الكتاب
الصفحة 168 من 737

المبحث الرَّابع

الشِّرك والكفر والعلاقة بينهما

تمهيد:

من المعلوم أَنَّ أول واجب إيماني على العبد هو الإيمان بالله سبحانه وتعالى، وأَنَّ وجوده حق ثابت مركوز في الفِطَرِ السليمة، لذا لا يوجد مخلوق سليم الفطرة إلاّ خالجت نفسه فطرة التوحيد، تلك الفطرة التي خلق الله الناس عليها، ليجد ذلك الشعور في أعماقه دائماً، وهذا ما دَلَّت عليه الأدلة من الكتاب والسُّنَّة، قال تعالى: ... {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [الروم:30] ، وقال سبحانه: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) } [الأعراف:172] ، فأخبر سبحانه وتعالى أَنَّه استخرج من ذرية بني آدم من أصلابهم شاهدين على أنفسهم أَنَّ الله ربهم، ومليكهم، وأَنَّهُ لا إِلَهَ إلاّ هو، كما أَنَّهُ تعالى فطرهم على ذلك، وجبلهم عليه.

قال ابن كثير رحمه الله:"ومن ثم قال قائلون من السلف والخلف: إِنَّ المراد بهذا الإشهاد إِنَّمَا هو فطرهم على التوحيد" [1] .

(1) تفسير القرآن العظيم: أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي، ت 774 هـ، ط دار المفيد - بيروت. 2/ 265.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام