(الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ) [1] .
وقد أطلق الإسلام مريداً مسمى الإسلام والإيمان، بمعنى التداخل، كقوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران:19] ، وقد أطلق الإيمان كذلك، كما روي من حديث علي رضي الله عنه مرفوعاً: (إنَّ الإيمان اعتقاد بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان) [2] . وهذه الإطلاقات الثلاث من باب التجوز والتوسع على عادة العرب في ذلك) [3] . وهذا القول الأخير هو الذي ذهب إليه الفيروزآبادي، وذلك واضح من تعريفه للإيمان والإسلام كما تقدم [4] .
وأرى أَنَّ الرأي الراجح كما يتضح لي من خلال عرض الأدلة، أَنَّ أصل الإيمان التصديق والخضوع، والانقياد تابع، وأصل الإسلام الخضوع والانقياد، ومنه الأركان الخمسة، لذلك نجد في أكثر النصوص إطلاق الإيمان على الباطن، والإسلام على الظاهر، ومن ذلك حديث جبريل - عليه السلام - المشهور. والله تعالى أعلم.
(1) أخرجه مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه -. صحيح مسلم: كتاب الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان، رقم 36، 1/ 63.
(2) أخرجه البيهقي في الاعتقاد من حديث أبي الصلت الهروي بلفظ (الإيمان إقرار باللسان وعمل الأركان ومعرفة بالقلب) تابعه محمد بن اسلم الطوسي عن علي موسى الرضا، ينظر: كتاب الاعتقاد للبيهقي، المطبعة العربية - باكستان، الطبعة الأولى، ص 83.
(3) المفهم لما أشكل من كتاب مسلم: 1/ 140 - 142.
(4) ينظر: البصائر 2/ 150 - 151 بصيرة في الإيمان، 2/ 183 - 184 و2/ 2 و2/ 5 بصيرة في الإسلام، ومفردات ألفاظ القرآن ص 91، مادة (أمن) ، و ص 421 ـ 423، مادة (سلم) .