المبحث السَّادس
عِصْمَةُ الأنبياءِ والرُّسُلِ
أولاً: تعريف العصمة:
العصمة لغةً: المنع [1] ، ومنه قوله تعالى حكاية عن امرأة العزيز: {وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ} [يوسف:32] ، أي امتنع [2] .
العصمة في الاصطلاح الشرعي: حفظ الله تعالى ظواهر الأنبياء وبواطنهم مما تستقبحه الفطر السليمة قبل النبوة، وحفظهم من الكبائر وصغائر الخسة بعدها، وتوفيقهم للتوبة والاستغفار من الصغائر، وعدم إقرارهم عليها [3] .
وقال الكمال بن الهمام:"هي لطف من الله تعالى، يحمله على فعل الخير ويزجره عن فعل الشر مع بقاء الاختيار تحقيقاً للابتلاء" [4] .
وعرفها الفيروزآبادي:"حفظ الله تعالى إياهم بما خصهم به من صفاء الجوهر، ثم بما أولاهم من الفضائل النفسية والجسمية، ثم بالنصرة وتثبيت أقدامهم، ثم بإنزال السكينة عليهم ويحفظ قلوبهم بالتوفيق [5] ."
(1) تهذيب اللغة: 2/ 5، مادة (عصم)
(2) الجامع لأحكام القرآن 1/ 184.
(3) ينظر: الفتاوى 4/ 319 و 10/ 289، وفتح الباري 13/ 174، وشرح جوهرة التوحيد ص 149، والرسل والرسالات: الدكتور عمر سليمان الأشقر، دار النفائس ـ الأردن، الطبعة الرابعة عشر 1427 هـ ـ 2007 م، ص 97 ـ 103.
(4) المسامرة في شرح المسايرة ص 73.
(5) البصائر 4/ 73، بصيرة في عصم.