المبحث الثاني عشر
الأسماء الحسنى
يهدف هذا المبحث التعريف بأسماء الله الحسنى، من خلال المنهج الحقّ الذي كان عليه الرعيل الأول من هذه الأمة، وما سار عليه أتباعهم بإحسان من بعدهم، وهذا مبحث مهم في العقائد، إذ من الثابت عند السلف أَنَّ شرف العلم بشرف المعلوم، وعليه فإنَّ العلوم التي تُعَرِّفُنَا بالله تعالى أشرف العلوم، وبهذا الخصوص يقول ابن العربي المالكي (رحمه الله) :"شرف العلم بشرف المعلوم، والباري أشرف المعلومات، فالعلم بأسمائه أشرف العلوم" [1] .
ويجدر بنا قبل الخوض بمطالب هذا الموضوع التعريف بالأسماء الحسنى.
فالحسن لغة ضد القبيح ونقيضه، والحسنى تأنيث الأحسن، كالكبرى تأنيث الأكبر والصغرى تأنيث الأصغر، يقال: الاسم الأحسن، والأسماء الحسنى [2] .
وسميت أسماء الله تعالى (الحسنى) لدلالتها على أحسن مسمى وأشرف مدلول، وهي محصورة في نوعين: عدم افتقاره إلى غيره، وثبوت افتقار غيره إليه [3] .
(1) أحكام القرآن: أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي، ت 543هـ، دار الفكر للطباعة والنشر - لبنان، (د. ط) ، ... (د. ت) ، تحقيق: محمد عبد القادر عطا 2/ 338.
(2) ينظر: لسان العرب 13/ 114 - 116، مادة (حسن) .
(3) ينظر: التفسير الكبير 15/ 54 ـ 55.