وقولُه: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ} [الرعد:33] فليس المراد أَن يذكروا أَساميها نحو الَّلات والعزَّى، وإِنما أَظْهِروا تحقيق ما تدْعونه آلهة، وأَنه هل يوجد معاني تلك الأَسماء فيها. ولهذا قال بعد: {أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ} [الرعد:33] .
وقولُه: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ} [الرحمن:78] أَي: البركة والنعمة الفائضة في صفاته إِذا اعتبرت، وذلك نحو الكريم، العليم، البارئ، الرحمن، الرحيم.
وقوله: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم:65] أي: نظيرًا له يستحقّ اسمَه، وموصوفاً يستحقّ صفته، على التحقيق. وليس المعنى: هل تجد من يتسمّى باسمه؛ إِذ كان كثير من أَسمائه قد يُطلق على غيره، لكن ليس معناه إِذا استعمل فيه كان معناه إِذا استعمل في غيره. والله أَعلم" [1] ."
(1) البصائر 3/ 262 ـ 266، بصيرة في السماء.