فهرس الكتاب
الصفحة 415 من 737

المطلب الثالث

الاسم والمسمى عند الفيرزآبادي

قال الفيروزآبادي:"والاسم: ما يعرف به ذات الأَصل. وأَصله سُِمْوٌ بدليل قولهم: أَسماءٌ وسُمِىّ. وأَصله من السّمُوّ، وهو الَّذِي به رَفْع ذكر المسمّى فيُعرف به."

وقوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} [البقرة:31] أَي: الأَلفاظ والمعاني، مفرداتِها ومركّباتها. وبيانه أَنَّ الاسم يستعمل على ضربين:

أَحدهما: بحسب الوضع الاصطلاحيّ، وذلك هو في المخبَر عنه، نحو: رجل، وفرس.

والثاني: بحسب الوضع الأَوّلىّ، ويقال ذلك للأَنواع الثلاثة: المخبَر عنه، والمخبَر به، والرّابط بينهما المسمّى بالحرف، وهذا هو المراد بالآية؛ لأَنَّ آدم عليه السّلام كما عُلِّم الاسم عُلّم الفعل والحرف. ولا يعرف الإِنسان الاسم فيكون عارفًا مسمّاه إِذا عُرض عليه المسمّى إِلاَّ إِذا عَرَف ذاته، أَلا ترى أَنَّا لو علمنا أَسامي أَشياء بالهنديّة أَو الرّوميّة لم نعرف صورة ما له تلك الأَسماءُ المجرّدة، بل كنَّا عارفين بأَصواتٍ مجرَّدة. فثبت أَنَّ معرفة الأَسماء لا تحصل إِلاَّ بمعرفة المسمّى، وحصول صورته في الضمير. فإِذًا المراد بقوله: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} الأَنواع الثلاثة من الكلام وصورة المسّميات في ذواتها.

وقوله: {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا} [يوسف:40] معناه: أَن الأَسماءَ التي تذكرونها ليس لها مسمّيات، وإِنَّما هي أَسماء على غير مسمَّى، إِذ كان حقيقة ما يعتقدون في الأَسماءِ بحسب تلك الأَسماء غير موجود فيها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام