المبحث الثالث عشر
موقفه من العقائد
إذا تصحفنا كتاب البصائر لبحث مسائل العقيدة فسنجد أنه قد تناولها بشكل موضوعي بحسب (البصيرة) التي يتناولها في كل باب من أبواب كتابه، وفي ضوء الكلمات الواردة في تلك الأبواب، وأرى أنه قد برع في علم الكلام، وفي مناقشته للموضوعات الكلامية التي تناولها، فمن اليسر والسهولة العثور على تلك الآراء الكلامية أو مما أفاد منه من علم العقائد، وذلك يسري مع متطلبات كل بصيرة، فنجد أنه يتناول الموضوع الواحد في عدة بصائر، وقد يكون في بصيرة واحدة، ومع هذا كان متميزاً في عرضه للمناقشات والآراء الكلامية، وكان في كثير منها مناصراً لمذهب أهل السنة والجماعة، رادّاً على الفرق المخالفة لهم من فلاسفة وغيرهم.
ففي بصيرة (الاسم) أورد مجمل أسماء الله تعالى، وذكر أن من الأسماء راجع إلى الذات نحو الله والإله والرب، أو إلى الصفات، كالعالم والقادر والسميع والبصير، أو إلى الأفعال كالصانع والخالق والرازق أو إلى الأقوال كالصادق والمتكلم، ثم قام بتفصيل تلك الأسماء على أنواعها:
الأول: مختص به تعالى، ولا يجوز إطلاقه على غيره، نحو الله والإله والأحد والصمد.
الثاني: اسم قد استأثر الله بعلمه وهو الاسم الأعظم، على أنهم اختلفوا في تعيينه فقيل: يا ذا الجلال والإكرام، وقيل: يا الله وقيل يا مسبب الأسباب، وقيل: يا بديع السموات والأرض، وقيل غير ذلك، وسيأتي بيانه لاحقاً في مبحث اسم الله الأعظم.