فهرس الكتاب
الصفحة 121 من 737

المبحث الرابع عشر

موقفه من الإسرائيليات

الإسرائيليات: جمع إسرائيلية نسبة إلى بني إسرائيل، وإسرائيل هو سيدنا ... يعقوب - عليه السلام -، وبنو إسرائيل هم سلالته وأبناؤه، ومن تناسلوا منهم فيما بعد, وقد عرفوا باليهود من قديم الزمان [1] .

والإسرائيليات أطلقها العلماء على الأخبار والقصص الإسرائيلية التي تسربت إلى المسلمين وعلومهم، والتفسير في مقدمتها، فقد كان تفسير القرآن أول المعارف الإسلامية التي تأثرت باليهود وثقافتهم؛ وذلك لأن القرآن الكريم والتوراة يتفقان في إيراد بعض المسائل وبخاصة قصص الأنبياء, ولكن القرآن يقتصر على مواضع العظة ولا يتعرض لتفصيل جزئيات المسائل، إنما يمس جوهر الموضوع وموضع العبرة مثل قصة آدم [2] .

وسبب انتشار هذه الروايات كما قال ابن خلدون: إنَّ العرب لم يكونوا أهل كتاب ولا علم, وإنما غلبت عليهم البداوة والأمية, وإذا تشوقوا إلى معرفة شيءٍ مما تتشوق إليه النفوس البشرية في بدء الخليقة وإخبار الملل السابقة فإنما يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم، وهم أهل التوراة من اليهود ومن تبع دينهم من النصارى, فلما أسلموا بقوا على ما كان عندهم مما لا تعلق له بالأحكام الشرعية التي يحتاطون لها, أمثال

(1) ينظر: مقدمة في أصول التفسير: ابن تيمية، ت 728هـ، دار الوطن ـ الرياض، الطبعة الأولى 1405هـ، ص 41، والإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير: الدكتور محمد بن محمد أبو شبهة، الهيأة العامة لشؤون المطابع الأميرية ـ القاهرة 1393هـ 1973م، ص 21.

(2) ينظر: ضحى الإسلام: أحمد أمين، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ـ مصر 1965م، 1/ 354، والتفسير والمفسرون 1/ 169.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام