وفي هذا الخصوص يقول الحافظ ابن كثير عند تفسيره ... للآية الكريمة: ... {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف:54] ما نصه: ..."فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جداً، ليس هذا موضع ... بسطها في هذا المقام، وإنما يسلك مذهب السلف الصالح ... في هذه المسألة: مالك والاوزاعي والثوري والليث بن سعد ... والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه، ... وغيرهم من أئمة المسلمين قديماً وحديثاً، ... وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ... ولا تشبيه ولا تعطيل والظاهر المتبادر إلى أذهان ... المشبهين منفي عن الله تعالى فإن الله لا يشبهه ... شيءٌ من خلقه لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ] الشورى: 11 [، بل الأمر كله ... كما قال الأئمة - فمنهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ ... الإمام البخاري:"من شبه الله بخلقه كفر ومن جحد ... ما وصف الله تعالى به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف ... الله به نفسه ولا رسوله - صلى الله عليه وسلم - تشبيه"[1] ."

(1) ينظر: تفسير القرآن العظيم: أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي، ت 774 هـ، ط دار المفيد - بيروت، 2/ 221.