رابعاً: الإمام مسلم:

هو الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيريُّ، النيسابوريُّ الحافظ أحد أئمة الإعلام، من أشهر مصنفاته (الصحيح) ، توفي سنة (261هـ) [1] .

اعتمد الفيروزآبادي عليه كثيراً في نقل مروياته من الحديث في كتاب البصائر: ففي مقدمة تفسيره أورد حديثاً من رواية الإمام مسلم واستشهد به في فضيلة العلم قال:"وقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عنه عمله إلاّ من ثلاث، صدقة جارية، أو ولد صالح يدعو له، أو علم ينتفع به) [2] " [3] .

وأورد أحاديث كثيرة لمسلم في بصائر الأنبياء من كتابه فعند ذكره لعيسى - عليه السلام - وبعد إيراده للآيات المتعلقة به - عليه السلام -، أورد سلسلة من الأحاديث من بينها هذا الحديث:"وفي صحيح مسلم إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ينزل عيسى بن مريم - عليه السلام - على المنارة البيضاء شرقي دمشق) [4] " [5] .

(1) ينظر تهذيب الاسماء واللغات للنووي 2/ 89، وشذرات الذهب 2/ 144.

(2) رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - بلفظ: (إذا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عنه عَمَلُهُ إلا من ثَلاثَةٍ إلا من صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أو وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له) . صحيح مسلم: كتاب الوصية، بَاب ما يَلْحَقُ الإِنْسَانَ من الثَّوَابِ بَعْدَ وَفَاتِهِ، رقم 1631، 3/ 1255.

(3) البصائر 1/ 6، المقدمة.

(4) لم يخرجه مسلم بهذا اللفظ، وإنما هو كالآتي: (فَبَيْنَمَا هو كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ الله الْمَسِيحَ بن مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ) وهو جزء من حديث طويل، صحيح مسلم: كِتَاب الْفِتَنِ وَأَشْرَاطِ السَّاعَةِ، بَاب ذِكْرِ الدَّجَّالِ وصفته وما معه، رقم 2937، 4/ 2253، وأخرجه الطبراني عن أوس بن أوس باللفظ نفسه الذي ذكره الفيروزآبادي: المعجم الكبير: سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني، ت 360 هـ، مكتبة الزهراء - الموصل، الطبعة الثانية 1404هـ - 1983م، تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي، 1/ 217، وعن كيسان أبي نافع 19/ 196.

(5) البصائر 1/ 43 بصيرة في ذكر عيسى - عليه السلام -.