ولم يعتمد عليه في الحديث فقط و وإنما أفاد منه أقوالاً ولاسيما في مسائل التصوف, فمن ذلك قال الفيروزآبادي:"فان قلت: ما معنى التوكل؟ قلت: قال الأمام احمد: التوكل: عمل القلب، يعني ليس بقول, ولا عمل جارحة, ولا هو من"
باب العلوم والإدراكات" [1] ."
وفي بصيرة (صبر) : قال الفيروزآبادي"فالصبر حبس النفس عن الجزع والسخط, وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن التشويش , قال الإمام أحمد رحمه الله: ذَكر الله تعالى الصّبرَ في القرآن في نحوٍ من تسعين موضعًا، وهو واجب بإِجماع الأُمّة. وهو نصف الإِيمان؛ فإِنَّ الإِيمان نصفان: نصفٌ صبر، ونصفٌ شُكر" [2] .
ثالثاً: الإمام البخاري [3] :
هو الإمام عبد الله محمد بن إسماعيل بن المغيرة الجعفي، إمام الدنيا، ثقة الحديث وجبل الحفظ. ومن مصنفاته: (الصحيح) ، (الأدب المفرد) ، وغيرها، توفي (256هـ) .
والاسم الكامل لصحيح البخاري كما سماه مؤلفه: (الجامع الصحيح المسند من حديث رسول - صلى الله عليه وسلم - وسننه وأيامه) [4] ، وقد رتبه على الأبواب الفقهية، وعليه
(1) البصائر 2/ 316، بصيرة في التوكل.
(2) البصائر 3/ 371، بصيرة في صبر.
(3) ينظر ترجمته في المصادر الآتية: اللباب في تهذيب الأنساب: علي بن أبي الكرم محمد بن محمد الشيباني الجزري، المشهر بابن الأثير، أبو الحسن، ت 630هـ، دار صادر - بيروت 1400هـ - 1980م. 1/ 125، وتذكرة الحفاظ: أبو عبد الله شمس الدين محمد الذهبي، ت 748هـ، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 2/ 555، وطرح التثريب في شرح التقريب لأبي الفضل عبد الرحيم العراقي وولده، ولي الدين أبي زرعة 1/ 100، و تهذيب التهذيب: أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي، ت 852هـ، دار الفكر - بيروت، الطبعة الأولى 1404هـ - 1984م، 9/ 47.
(4) ينظر: هدي الساري مقدمة فتح الباري لابن حجر العسقلاني، ت 852هـ، الدار السلفية ـ القاهرة، الطبعة الأولى 1413هـ، تحقيق: محب الدين الخطيب. 1/ 8.