فهرس الكتاب
الصفحة 81 من 737

نقل الفيروزآبادي عنه نصوصاً كثيرة في المتشابهة دون التصرف بها أو تغييرها، ونلاحظ ذلك بسهولة عند مطابقة النصوص التي وردت في كتاب الكرماني وبين تفسير البصائر، ومع هذا تصرف أيضاً في نصوص أخرى، ولاسيما قد علمنا أنه لم يعتمد على الكرماني وحده في المتشابهة، إذ اعتمد أيضاً على الخطيب الاسكافي، بيد أنَّ اعتماده على الكرماني يأتي بالدرجة الأولى.

قال الفيروزآبادي:"قوله: {إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ} [آل عمران: 51] ، وكذلك في مريم [36] ، وفي الزخرف في هذه القصة: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ} [الزخرف: 64] ، بزيادة (هو) قال تاج القرّاء: إذا قلت زيد قائم فيحتمل أن يكون تقديره: وعمرو قائم، فإذا قلت: زيدٌ هو القائم، خصصت القيام به، وهو كذلك في الآية، وهذا مثاله؛ لأن (هو) يذكر في هذه المواضع إعلاماً بان المبتدأ مقصور على هذا الخبر، وهذا الخبر عليه دون غيره والذي في آل عمران وقع بعد عشر آيات نزلت في قصة مريم وعيسى، فاستغنت عن التأكيد بما تقدم من الآيات والدلالة على أنَّ الله سبحانه وتعالى ربه وخالقه لا أبوه ووالده كما زعمت النصارى وكذلك في سورة مريم وقع بعد عشرين آية من قصتها، وليس كذلك ما في الزخرف، فإِنَّهُ ابتداء كلام منه فحسن التأكيد بقوله (هو) ليكون المبتدأ مقصوراً على الخبر المذكور في الآية وهو إثبات الربوبية ونفي الأبوة، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً" [1] .

ويلحظ في بعض الأحيان انه لم يُقَلِّد الكرماني عبثاً، إنما يكون ملتزماً بالخطوط العريضة التي رسمها لنفسه، أو التي رسمت له في خطة كتابه، وهي الاعتماد في كل علم من العلوم على أهله، والأخذ بأشهر الكتب التي صنفت في ذلك العلم.

(1) ينظر: البصائر 1/ 163 - 164، بصيرة في {الم} .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام