يقدر أحد على اجتلابه إذا امتنع، ولا على دفعه إذا ورد، تيقن أنَّ له صانعاً مدبراً، ثم بعد ذلك يردف قوله بما قال الخطيب: معنى (يسمعون) هاهنا يستجيبون إلى ما يدعوهم إليه الكتاب، وختم الآية الرابعة بقوله (يعقلون) ؛ لأنَّ العقل ملاك في هذه الأبواب وهو المؤدي إلى العلم، فختم بذكره [1] .
ثانياً: الكَرْمَانِيُّ:
هو محمود بن حمزة بن نصر أبو القاسم الكرماني النحوي المعروف بتاج القرّاء قال ياقوت:"هو تاج القرّاء وأحد العلماء الفهماء النبلاء صاحب التصانيف والفضل" [2] ، وقال الداودي:"كان عجباً في دقة الفهم وحسن الاستنباط لم يفارق وطنه ولا رحل، له مصنفات منها: (لباب التفسير) ، و (البرهان في متشابه القرآن) ، و (خط المصاحف) ، و (الإيجاز) في النحو وغيرها" [3] ، توفي بعد سنة (500هـ) [4] .
ويعده الزركشي من أوائل الذين صنفوا في علم المتشابه مشيراً إلى كتابه (البرهان في متشابه القرآن) [5] ، وهذا الكتاب اعتمد عليه الفيروزآبادي في بصائره وفي الجزء الأول حصراً؛ لأنه جمع ما ورد من متشابه سور القرآن في هذا الجزء، فأفاد منه كثيراً غير أنه لم يصرح بذلك سوى (12) مرة، وكان يشير إليه أما (بتاج القرّاء) ، أو بكنيته (أبو القاسم الكرماني) ، أو باسمه صريحاً (محمود بن حمزة الكرماني) ، وغالباً كان لا يشير إليه ويدل هذا على كثرة اعتماده عليه.
(1) ينظر: البصائر 1/ 368، بصيرة في {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) } [الروم:1 ـ 2] .
(2) معجم الادباء لياقوت الحموي 7/ 146.
(3) طبقات المفسرين للداودي 2/ 312 - 313.
(4) ينظر: بغية الوعاة للسيوطي 387.
(5) ينظر: البرهان في علوم القرآن 1/ 112.