فهرس الكتاب
الصفحة 79 من 737

إنَّ الخطيب أملى هذا الكتاب عليه وحده فكتب عن لفظه المسائل والأجوبة ثم ارتجل الخطيب خطبة الكتاب كارتجاله سائر الكلام بعدها [1] .

اعتمد عليه الفيروزآبادي كثيراً في بصائره وذلك عند تناوله للآيات المتشابهات في الجزء الأول، وكان اعتماده عليه بالدرجة الثانية في علم المتشابه بعد الكرماني، وكثيراً ما يطلق عليه (الإمام) .

قال الفيروزآبادي: عند ذكره للمتشابه من الآيات في سورة الحجر قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر: 75] ، بالجمع وبعدها: ... {لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ} [الحجر: 77] على التوحيد، قال الإمام: الأولى إشارة إلى ما تقدم من قصة لوط وضيف إبراهيم، وتعرض قوم لوط طمعاً فيهم، وقلب القرية على من فيها، وإمطار الحجارة عليها وعلى من غاب منهم فختم بقوله: {لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر:75] ، أي: يتدبر السمة وهي ما وسم الله به قوم لوط وغيرهم، قال: والثانية تعود إلى القرية: {وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ} [الحجر: 76] ، وهي واحدة فوحد الآية [2] .

ونلاحظ أنه لا يعتمد على الخطيب اعتماداً كلياً في توجيهه لبعض المسائل بل يأخذ منه ما يعزز ما ذهب إليه في بيان بعض الآيات المتشابهات ففي قوله تعالى: ... {وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} [الروم: 23] ، وختم بقوله {يَسْمَعُونَ} [الروم: 23] ، قال الفيروزآبادي: فإنَّ من سمع أنَّ النوم من صنع الله الحكيم، لا

(1) ينظر: درة التنزيل وغرة التأويل للخطيب الإسكافي ص 7.

(2) ينظر: البصائر 1/ 276، بصيرة في {الر} ، ودرة التنزيل / 252.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام