والأسف، وتارة يتوسع في التأويل مستنداً إلى ضوابط اللغة، وليس تأويلاً باطنياً،
كما في صفة الاستواء، وكثير من المسائل والصفات التي تناولها في كتابه، وتارة يأخذ بعض آراء المعتزلة، كما في النبي والرسول، وأولي العزم من الرسل، وصفة الميزان.
عاشراً: وفي فصل النبوات سار على منهج مَنْ سبقوه في النبي والرسول الذين يعدون النبي والرسول بمعنىً واحدٍ، وفي أولي العزم قد أخذ برأي الزمخشري، وخالف الجمهور في بيان أسماء أولي العزم من الرسل.
حادي عشر: أما في السَّمْعِيَّات فقد أخذ الفيروزآبادي مفردة الروح وتكلم عنها بمفهوم علمي، وهذا دلالة على سعة فهمه، ثم تكلم عنها بمفهوم شرعي، ويخلص القول بقوله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء:85] ، أما في أمارات الساعة فيذكر من العلامات ما يوافق العلماء، إلاّ أَنَّه يقسم الساعة على ثلاثة أقسام: كبرى، ووسطى، وصغرى، وهذا مسلك الراغب الأصفهاني.
ثاني عشر: ومع أَنَّ كتابه (بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز) يُعَدُّ من الكتب العلمية القيمة، الزاخرة بآرائه، وآراء كثير من العلماء الذين سبقوه، إلاّ أَنَّه لا يخلو من بعض الهنات، وهي:
1 ـ أحياناً يأخذ المسألة العقدية ولا يناقشها.
2 ـ يأخذ ببعض الإسرائيليات، كما في بصيرة الأنبياء.