فهرس الكتاب
الصفحة 678 من 737

فَلا تَسْقَمُوا أَبَدًا وَأَنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا وَلَا تَهْرَمُوا [1] وَأَنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا وَلا تَبْأَسُوا [2] أَبَدًا فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف:43] ) [3] ، وروي عن ابن عمر (رضي الله عنهما) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (يُدْخِلُ الله أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَيُدْخِلُ أَهْلَ النَّارِ النَّارَ ثُمَّ يَقُومُ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ فيقول: يا أَهْلَ الْجَنَّةِ لا مَوْتَ وَيَا أَهْلَ النَّارِ لا مَوْتَ كُلٌّ خَالِدٌ فِيمَا هو فيه) [4] .

ويجمع كل ما ذكر من آيات موجزة هي قول الله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16) } [الانفطار:13 ـ 16] .

أما الفيروزآبادي فيقول:"والخلود في الجنَّة: بقاءُ الأَشياءِ على الحالة التي هي عليها من غير اعتراض الكون والفساد عليها، قال تعالى: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) } [الواقعة:17] ، أَي مُبَقَّون بحالتهم لا يعتريهم استحالةٌ."

وقيل: مقرَّطون بخِلَدة. والخِلَدة: ضرب من القِرَطَة [5] .

(1) يدوم الشباب والنضارة فلا يصبكم هرم وضعف. ينظر: التفسير الوسيط: 3/ 2137 ـ 2138، أصول الإيمان والإسلام: الأستاذ الدكتوروهبة الزحيلي، دار الفكر، الطبعة الأولى 2008 م، 2/ 1037.

(2) يدوم لكم العز والرفاهية، لا يحصل لكم بأس أو شقاء، أو ضرر. ينظر: الجامع لأحكام القرآن 6/ 104، أصول الإيمان والإسلام 2/ 1037.

(3) مسند الإمام أحمد بن حنبل، رقم 11924،3/ 95.

(4) أخرجه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) ، واللفظ لمسلم. صحيح البخاري: كتاب الرقاق، بَاب يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ، رقم 6178، 5/ 2396، صحيح مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، بَاب النَّارُ يَدْخُلُهَا الْجَبَّارُونَ وَالْجَنَّةُ يَدْخُلُهَا الضُّعَفَاءُ، رقم 2850، 4/ 2189.

(5) جمع قراط، وهو ما يعلق من الحلي في شحمة الأذن. ينظر: البصائر 2/ 559.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام