يحكم عليهم بموت ثانٍ فيستريحوا من العذاب والآلام ولا يخفف عنهم من العذاب فهم في عذاب دائم [1] .
وفي موضع آخر قال تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (37) } [المائدة:37] ، دوام العذاب يكون للكفار ثابتاً لا يزول ولا يحول [2] ، بل حتم له بالدوام وعدم الانقطاع [3] .
وقال سيد قطب (رحمه الله تعالى) في قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108) } [هود:108] :"في الجنة لهم عطاء غير مقطوع، وهؤلاء وأولئك خالدون ما دامت السموات والأرض، وهو تعبير يلقى في الذهن صفة الخلود، وإن لم تكن السموات والأرض خالدة، وللتعبيرات ظلال معينة، ولهذا التعبير ظل الخلود، وهو المقصود" [4] .
وكذلك أوضحت الأحاديث النبوية خلود أهل الجنة فيها وخلود أهل النار فيها، أخرج مسلم عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة (رضي الله عنهما) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قال: (يُنَادِي مُنَادٍ أَنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلا تَمُوتُوا أَبَدًا وَأَنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا
(1) ينظر: التفسير الوسيط: الدكتور وهبة الزحيلي، دار الكتب العلمية ـ بيروت، الطبعة الأولى 2007م، 3/ 2137 ـ 2138.
(2) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 6/ 104.
(3) ينظر: جامع البيان 7/ 117، وتفسير القرآن العظيم 2/ 621.
(4) مشاهد القيامة في القرآن ص 148.