فهرس الكتاب
الصفحة 643 من 737

الفيروزآبادي، وبنحوه قال ابن قتيبة [1] .

قال الماوردي:"وفي تسميتها دار السلام وجهان:"

أحدهما: لأن السلام هو الله، والجنة داره.

الثاني: لأنها دار السلامة من كل آفة" [2] ."

وأرى أَنَّه يمكن الجمع بين القولين لعدم تعارضهما؛ لأنها دار الله فهو السلام؛ وهي داره التي أعدها الله للمؤمنين، هذه الدار سالمة وخالية من كل العيوب، فهي دار السلام والأمان والاطمئنان والراحة، التي ليس فيها تعب ولا نصب ولا شقاء، بل نعيم دائم، لا يزول، ولا ينقص.

والله سبحانه وتعالى جعل تحية أهل الجنة لبعضهم السلام فقال: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ} [يونس:10] ، {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) } [الرعد:24] ، {وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر:73] .

الاسم الثالث: جنة الخلد:

يقول الله سبحانه وتعالى: {قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ} [الفرقان:15] ، وسميت بذلك لأن نعيمها وأهلها خالدون فيها، لا

(1) مفردات ألفاظ القرآن ص 291، مادة (خلد) ، البصائر 2/ 559، بصيرة في الخلود وينظر: غريب القرآن: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، ت 276هـ، دار الكتب العلمية ـ بيروت 1398هـ، 1978م، تحقيق: أحمد صقر. ص 160.

(2) تفسير النكت والعيون 1/ 562.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام