ذكر الله سبحانه وتعالى الجنة بعدة أسماء، وقد وصفها بعدة صفات وهذا دليل على أهميتها فهي رحمة من رحماته.
واستعرض في هذا المطلب أسماء الجنة وصفاتها التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم، مقدماً الأسماء على الصفات، مبيناً معانيها، وخلاف العلماء في بعضها من حيث كونها أسماء أو صفات.
الاسم الأول: الجنة: وهو الاسم العام المعروف والمشهور وقد بينت فيما تقدم تعريفه في اللغة والاصطلاح [1] .
الاسم الثاني: دار السلام: وقد سميت الجنة في القرآن بدار السلام في موضعين:
الأول: {لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [الأنعام:127] .
الثاني: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ} [يونس:25] .
قال الراغب:"السلامة: التعري من الآفات الظاهرة والباطنة، قال: {بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:89] ، أي: متعر من الدغل فهذا في الباطن، وقال تعالى: ... {مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا} [البقرة:71] ، فهذا في الظاهر، والسلامة الحقيقية ليست إلا في الجنة، إذ فيها بقاء بلا فناء، وغنى بلا فقر، وعز بلا ذل، وصحة بلا سقم، كما قال تعالى: {لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [الأنعام:127] ، أي: السلامة"، وبه قال
(1) ينظر: التعريف اللغوي ص 614، والاصطلاحي ص 615.