يَعْمَلُونَ (17) [السجدة:17] ، وبه قال الفيروزآبادي [1] .
ويرى الرازي أنها سميت بذلك لما فيها من الجنان [2] ، ورجح ابن منظور سبب تسميتها بالجنة لشدة التفافها وظلالها [3] ، والعرب في جاهليتهم قبل الإسلام يعلمون ما يدل عليه لفظ الجنة معنى ديني فهذه الخنساء [4] تقول في رثاء أخيها صخر:
أذهب حربياً جزاك الله جنته ... عنا وخلدت في الفردوس تخليدا [5]
وما دام الأمر كذلك فما المانع أن تطلق كلمة الجنة لتدل على شدة التفاف أشجارها وستر نعيمها عنا، فالكلمة كانت معروفة لدى العرب مع ما تحمله من معنى، ولا تعارض بين المعنيين.
المطلب الثاني
أسماء الجنة وصفاتها
(1) مفردات ألفاظ القرآن ص 98، مادة (جن) ، البصائر 2/ 354، بصيرة في الجنة.
(2) ينظر: التفسير الكبير 2/ 128.
(3) لسان العرب 13/ 99، مادة (جنن) .
(4) تماضر بنت عمرو بن الحارث الرياحية السلمية من بني سليم، أشهر شواعر العرب وأشهرهن على الإطلاق، أدركت الإسلام فأسلمت، ووفدت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، شهدت القادسية، واستشهد لها أربعة أبناء فيها، توفيت سنة (24) هـ. ينظر: الأعلام 2/ 82.
(5) ديوان الخنساء، تماضر بن عمرو بن الحارث، ت 24 هـ، المكتبة الثقافية ـ بيروت ص 38.