فهرس الكتاب
الصفحة 631 من 737

بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) [الزخرف:33] .

السابع: يعطى المؤمن ولا يحاسبه عليه. ووجه ذلك أَن المؤمن لا يأْخذ من الدّنيا إِلاَّ قدر ما يجب وكما يجب فى وقت ما يجب، ولا ينفق إِلاَّ كذلك، ويحاسب نفسه فلا يحاسبه الله تعالى حسابا يضرّه، كما روى: مَنْ حاسب نفسه لم يحاسبه الله يوم القيامة.

الثامن: يقابل المؤمنين يوم القامة لا بقدر استحقاقهم بل بأَكثر منه كما قال: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ} [البقرة:245، الحديد:11] ، وعلى هذه الأَوجه قوله تعالى: {يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ} [غافر:40] ، وقوله تعالى: {فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [ص:39] ، قيل: تصرّفْ فيه تصرفَ من لا يحاسَب، أَو تناولْ كما يجب في وقت ما يجب وعلى ما يجب وأَنفقه كذلك" [1] ."

ومن خلال عرض النصوص الخاصة بالحساب والجزاء، أرى أَنَّ المرادَ بها هو أن يوقِفَ الحقُّ تبارك وتعالى عبادَهُ بين يديه، ويعَرِّفَهُم بأعمالهم التي عملوها، وأقوالَهُم التي قالوها، وما كانوا عليه في الحياة الدُّنيا من استقامة أو انحراف، وطاعة أو معصية.

ويشمل الحساب ما يقوله الله تعالى لعباده وإجابتهم على ذلك، وما يقيمه عليهم من حجج وبراهين وشهادات الشهود، ووزن الأعمال.

والحساب منه ما يكون يسيراً، ومنه ما يكون عسيراً، ومنه ما يكون تكريماً، ومنه ما يكون توبيخاً، ومنه الفضل والصفح.

(1) ينظر: البصائر 2/ 460 ـ 462، بصيرة في الحساب.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام