فهرس الكتاب
الصفحة 630 من 737

التَّاسع: الحُسْبان بمعنى دوران الكواكب في الفَلَك: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) } [الرحمن:5] ، أي: يدوران حول القُطْب كدوران الرّحى.

العاشر: الحِسْبان بالكسر بمعنى الظن: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} [آل عمران:169] ، {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا} [إبراهيم:42] ، وله نظائر.

وأَمّا قوله تعالى: {وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ} [الكهف:40] ، فقيل: معناه ناراً وعذاباً، وإِنما هو في الحقيقة ما يحاسب عليه فيجازى بحَسَبه. وفي الحديث أَنَّه قال في الريح: (اللهمّ لا تجعلها عذاباً ولا حُسْبَاناً) [1] .

وذكر بعضهم في قوله تعالى: {يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [البقرة:212] أوجهاً:

الأَوَّل: يعطيه أَكثر مما يستَحِقه.

الثَّاني: يعطيه ولا يأْخذ منه.

الثَّالث: يعطيه عَطاءً لا يمكنُ إِحصاؤه كَثْرةً.

الرَّابع: يعطيه بلا مضايقة، من قولهم: حاسبته إِذا ضايقته.

الخامس: أَكثر ممّا يحسُبُه.

السّادس: أَنه يعطيه بحسب ما يعرفه من مصلحة لا على حَسَب حسابهم. وذلك نحو ما نبّه عليه بقوله: وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ

(1) لم أعثر على هذا النص فيما بين يَدَيَّ من مصادر الحديث النبوي الشريف، وإنما ذكره الراغب في مفرداته والفيروزآبادي في بصائره. ينظر: مفردات ألفاظ القرآن ص 232، والبصائر 2/ 461، بصيرة في الحساب.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام