الإمام الرازي قال: الفرق أن المسلمين يقولون بحدوث الأرواح وردها إلى الأبدان لا في هذا العالم بل في الآخرة، والتناسخية بقدمها وردها إليها في هذا العالم والنصارى بالتثليث [1] .
وقد ذكر الفيروزآبادي مفردة البعث فقال:"وقد ورد في القرآن على ثمانية معانٍ:"
الأَوّل: بمعنى الإِلهام: {فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ} [المائدة:31] ، أَي: أَلهم.
الثاني: بمعنى إِحياءِ الموتى فى الدنيا: {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ} [البقرة:56] ، {فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ} [البقرة:259] ، {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ} [الكهف:19] .
الثالث: بمعنى الاستيقاظ من النوم: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ} [الأنعام:60] ، أَي: من النَّوم، {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى} [الكهف:12] .
الرابع: بمعنى التسليط {بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا} [الإسراء:5] .
الخامس: بمعنى نَصْب القيّم والحاكم: {فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا} [النساء:35] .
السّادس: بمعنى التعيين: {ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا} [البقرة:246] ، أَي: عيّن وبَيّن، {قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا} [البقرة:247] ، أَي: قد عَيّن وبَيّن.
(1) ينظر: شرح المقاصد 2/ 211، والمواقف للإيجي بشرح السيد الشريف 8/ 245، و يسألونك عن الروح للإمام فخر الدين الرازي من تفسيره مفاتيح الغيب: دراسة وتحقيق: محمد عبد العزيز الهلاوي، مكتبة الساعي ـ الرياض، (د. ط) ، (د. ت) ، ص 65.