فهرس الكتاب
الصفحة 618 من 737

الواضع المتعددة بحيث لا يقبل التأويل [1] .

وقد توعد الله منكري البعث واليوم الآخر بالعذاب الأليم لكفرهم قال تعالى: {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (5) } [الرعد:5] ، وقال تعالى: {وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (97) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (98) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا (99) } [الإسراء:97 ـ 99] .

ولكن اختلفوا في كيفيته:

أ ـ المعاد روحاني فقط وهو قول الفلاسفة، لأن البدن ينعدم بصورة وأعراضه فلا يعاد، والنفس جوهر مجرد باقٍ لا سبيل إليه للفناء فيعود إلى عالم المجردات بقطع التعلقات.

ب ـ المعاد جسماني فقط، وهو قول جمهور المسلمين لأن الروح جسم سارٍ في البدن سريان النار في الفحم والماء في الورد.

جـ ـ روحاني وجسماني معاً وهو قول الغزالي والحليمي والراغب [2] ، إلا أن

(1) ينظر: حاشية الجلال على العضدية: جلال الدين محمد بن أسعد الصديقي الدواني، ت 908هـ، دار سعادة، خورشيد (مطابع عثمانية) ، الطبعة الثالثة 1317هـ 2/ 247.

(2) ينظر: شرح المقاصد 2/ 211، ومفردات في ألفاظ القرآن ص 132، وإلجام العوام ص 78.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام