قدرته على ذلك في كثير من الآيات وبأساليب شتى بيان هذه الحقيقة والقرآن شاهد بعشرات الآيات لإثبات ذلك اليوم [1] .
الاختلاف فيه وحكم الإيمان به:
اختلفوا في المعاد على قولين: الأول: نفاه الطبيعيون، ذهاباً إلى الإنسان هو هذا الهيكل المحسوس الذي يفنى بصورته وأعراضه فلا يعاد، وهم لم يروا بأعينهم ميتاً بعث حياً وحكى لهم ما جرى له بعد موته.
وقد حكى القرآن الكريم عقيدة (الدهريين) أو (الطبيعيين) المتمثل بإنكارهم الحساب والجنة والنار [2] قال: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (24) } [الجاثية:24] ، فهذا تكذيبٌ منهم بالبعث بعد الممات وإنكاراً منهم للآخرة [3] .
الثاني: أثبته الحكماء والملليون [4] .
قال ابن قيم الجوزية: معاد الأبدان متفق عليه بين المسلمين واليهود والنصارى [5] .
وقال الدواني: المعاد الجسماني يجب الاعتقاد به ويكفر منكره وهو حق بإجماع أهل الملل الثلاث (أي المسلمون واليهود والنصارى) وشهادة نصوص القرآن في
(1) ينظر: جامع البيان 1/ 22، والعقيدة الإسلامية للدكتور الخن والدكتور مستو ص 417.
(2) ينظر: شرح المقاصد 2/ 210.
(3) ينظر: جامع البيان 11/ 263، والجامع لأحكام القرآن 8/ 468.
(4) شرح المقاصد 2/ 211.
(5) الروح لابن القيم ص 52.