والرَّوْح - بالفتح: الراحة، والرّحمة، ونَسيم الريح. وقيل: الرُّوح والرَّوح في الأَصل واحد، وجُعل اسما للنَفَسَ كقول الشاعر في صفة النَّار:
فقلت له ارفعها إِليك وأَحْيِها ... برُوحك واجعله لها قِيتةً قَدْرًا [1]
وذلك لكون النَّفَس بعض الرُوح، فهو كتسمية النوع باسم الجنس، نحو تسمية الإِنسان بالحيوان، وجُعل اسماً للجزءِ الذي به تحصل الحياة والتحريك، واستجلاب المنافع واستدفاع المضَار، وهو المذكور في قوله: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء:85] ، وقولِه: {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} [الحجر:29، ص:72] ، وإِضافته تعالى إِلى نفسه إِضافة مِلْك، وتخصيصه بالإِضافة تشريف له وتعظيم كقوله: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ} [الحج:26] .
وسُمِّى أَشراف الملائكة أَرواحًا، وسمّى به عيسى عليه السلام: {وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ} [النساء:171] ، وذلك لِمَا كان له من إِحياءِ الأَموات.
وسمّى القرآن رُوحاً في قوله: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} [الشورى:52] ؛ وذلك لكون القرآن سبباً للحياة الأُخرويّة الموصوفة في قوله تعالى: {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} [العنكبوت:64] .
والرَّوح: التَّنفس. وقد أَراح الإِنسان أي: تنفَّس. وقوله: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} [الواقعة:89] ، فَالرَّيحان: ما له رائحة من النبات، وقيل رِزْق، ثم يقال للحبِّ:
(1) ديوان ذو الرمة، ص 39، والبيت في الديوان كالآتي:
وقلتُ لهُ ارفعها إليكَ فأحيها ... بِرُوحِكَ وَاقْتَتْهُ لَهَا قِيتَةً قَدْرَا