المأكون رَيْحان في قوله تعالى: {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) } [الرحمن:12] . وقيل لأَعرابي: إِلى أَين؟ فقال: أَطلب من رَيْحان الله، أي: من رِزقِه.
وفي الصَّحِيح: (الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ) [1] . قال الشاعر:
أَرواحنا مِثْلُ أَجنادٍ مجنَّدة ... لله في الأَرض بالأَهواءِ تختلف
فما تناكر منها فهو مختلف ... وما تعارف منها فهو يأْتلف [2]
والرُّوح فى القرآن ورد على سبعة أَوجه:
الأَوّل: بمعنى الرّحمة: {وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} [المجادلة:22] ، أي: رحمة.
الثَّاني: بمعنى المَلَك الذي يكون في إِزاءِ جميع الخَلْقَ يوم القيامة: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا} [النبأ:38] .
(1) أخرجه البخاري عن أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) ، وأخرجه مسلم، وأحمد بن حنبل، وأبو داود،
وابن حبان عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، والطبراني عن سلمان - رضي الله عنه -، صحيح البخاري: كتاب الأنبياء، باب الأرواح
جنود مجندة، رقم 3158، 3/ 1213، صحيح مسلم: كتاب البر والصلة والآداب، باب الأرواح جنود مجندة،
رقم 2638، 4/ 2031، مسند الإمام أحمد بن حنبل: مسند أبي هريرة - رضي الله عنه -، رقم 7922، 2/ 295، سنن أبي
داود: كتاب الأدب، باب من يؤمر أن يُجَالِس، رقم 4834، 4/ 260، صحيح ابن حبان: كتاب بدء الخلق، ذكر الإخبار عن سبب ائتلاف الناس وافتراقهم، رقم 6168، 14/ 42، المعجم الكبير: رقم 6169/ 263.
(2) الشاعر هو أبو نؤاس كما ذكر أبو هلال العسكري، والبيتان ليسا كما ذكرهما الفيروزآبادي وإنما هم:
إن القلوب لأجناد مجندة ... لله في الأرض بالأهواء تأتلف
فما تعارف منها فهو معترف ... وما تناكر منها فهو مختلف
جمهرة الأمثال: الشيخ الأديب أبو هلال العسكري، ت بعد 400هـ، دار الفكر - بيروت، الطبعة الثانية 1408هـ - 1988م، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، وعبد المجيد قطامش، 1/ 183.