يكسرون في يِيْأَسُ ويِيْجَل لتقوي إحدى الياءين بالأخرى ورجل يَؤُسٌ ويَؤُوسٌ مثل حَذُرٌ وصَبُورٌ" [1] ."
ويعتمد الفيروزآبادي في مواضع من كتابه على ابن عباس لتفسيره بعض الآيات, ومعاني الكلمات , ففي قوله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} [الزخرف: 55] , تأتي (آسفونا) في هذا الموضع بمعنى (أغضبونا) فحقيقة الأسف: ثوران دم القلب شهوة الانتقام , فمتى كان ذلك على من دونه أنتشر فصار غضباً, ومتى كان على من فوقه أنقبض فصار حزناً, ولذلك سئل ابن عباس عن الحزن والغضب, فقال: مخرجها واحد، واللفظ مختلف فمن نازع من يقوى عليه أظهره غيظاً وغضباً, ومن نازع من لا يقوى عليه أظهر حزناً ... وجزعاً [2] .
وفي قوله تعالى: {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [النحل: 67] , قال ابن عباس: السكر: ما حرم من ثمرة قبل أن تحرم, وهو الخمر, والرزق الحسن: ما أحل من ثمرة من الأعناب ... والتمور [3] .
ويأتي أحياناً على تفسير بعض الآيات ثم يؤيد ما جاء به من تفسير بقول ابن عباس - رضي الله عنه - , ففي بصيرة (ضعف) , وعند تفسيره لقوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} [الروم: 54] , يقول الفيروزآبادي: إِنَّ (الضعف) الثاني غير
(1) البصائر: 5/ 374، بصيرة في يئس.
(2) ينظر: البصائر 2/ 185، بصيرة في الأسف.
(3) ينظر: البصائر 3/ 234، بصيرة في السكر.