على الوليِّ، ويكون كتمانها واجباً عليه، وإِن أَراد إِظهارها وإِشاعتها زالت وبطلت. وربما تكون موقوفة على الدعاءِ والتضرع. وفي بعض الأَوقات يعجز عن إِظهارها.
وبما ذكرنا ظهر الفرق بين المعجزة والكرامة والمَخْرقة.
وجملة المعجزات راجعة إِلى ثلاثة معان: إِيجاد معدوم، أَو إِعدام موجود، أَو تحويل حال موجود.
إِيجاد معدوم كخروج الناقة من الجبل بدعاءِ صالح - عليه السلام -.
وإِعدام الموجود كإِبراءِ الأَكمه والأَبرص بدعاءِ عيسى - عليه السلام -.
وتحويلُ حال الموجود كقلب عصا موسى - عليه السلام - ثعباناً.
إِنَّ المعجزة مختصة بالنبي دائماً ووقت إظهارها مردّد بين الجواز والوجوب، ويقرن بالتحدي، وتحصل بالدعاء ولا تكون ثمرة المعاملات المرضية ولا يمكن تحصيلها بالكسب والجهد، ويجوز أن يحيل النبي المعجزة إلى نائبه" [1] ."
وقال:"كل معجزة كانت لنبي من الأنبياء - عليه السلام - فكان مثلها لرسول ... الله - صلى الله عليه وسلم - وكان إظهارها له ميَّسراً مسلماً" [2] .
ومن ثم يأتي إلى معجزة النبي - صلى الله عليه وسلم - الخالدة التي هي أفضل معجزاته وأكملها وأجلها وأعظمها (القرآن الكريم) الذي نزل عليه بأفصح اللغات، أو يبين اختلاف الناس في كيفية إعجازه.
فاستعرض جملة من الأقوال في ذلك وذهب إلى ما ذهب إليه أهل السنة بأن القرآن معجز في جميع الوجوه: نظماً ومعنىً ولفظاً، لا يشبهه شيء من كلام
(1) ينظر: البصائر 1/ 65 ـ 66 في ذكر إعجاز القرآن وتميزه بالنظم المعجز عن سائر الكلام.
(2) ينظر: البصائر 1/ 67، في ذكر إعجاز القرآن وتميزه بالنظم المعجز عن سائر الكلام.