فهرس الكتاب
الصفحة 566 من 737

المخلوقين أصلاً، مميز عن خطب الخطباء وشعر الشعراء باثني عشر معنى، لو لم يكن للقرآن غير معنى واحد من تلك المعاني لكان معجزاً، ثم يقوم أيضاً بإجمال هذه المعاني وهي: إيجاز اللفظ وتشبيه الشيء بالشيء واستعارة المعاني البديعة وتلاؤم الحروف والكلمات والفواصل، والمقاطع في الآيات وتجانس الصيغ والألفاظ وتعريف القصص والأحوال وتضمين الحكم والأسرار والمبالغة في الأمر والنهي وحسن بيان المقاصد والأغراض وتمهيد المصالح والأسباب، والأخبار عما كان وعما يكون [1] .

وبعدها يتكلم بالتفصيل على هذه المعاني مع ذكر الأسئلة لكل معنى وغالب هذه الأسئلة هي من القرآن الكريم إلا ما ندر منها، نختار مثالاً أو مثالين روماً للاختصار، قال الفيروزآبادي:"أما إيجاز اللفظ مع تمام المعنى فهو ابلغ أقسام الإيجاز، ولهذا قيل: الإعجاز في الإيجاز منها به إعجاز، وهذا المعنى موجود في القرآن أما على سبيل الحذف، وأما على سبيل الاختصار، فالحذف مثل قوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف:82] ، أي أهلها، وقوله: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} [البقرة:177] ، أي: بِرُّ مَنْ آمَنَ."

وهكذا يأتي كل هذه المعاني شارحاً إياها بتفصيل دقيق ويختم هذا كله بقوله: ..."والغرض من ذكر هذا المجمل التَّنبيه على أَنَّ الكلمات القرآنية كُّل كلمة منها بحر لا قعر له، ولا ساحل، فأَنَّى للمعارض الماحل" [2] .

(1) ينظر: البصائر 1/ 68، باب في ذكر إعجاز القرآن وتميزه بالنظم المعجز عن سائر الكلام.

(2) البصائر 1/ 65 ـ 69، باب في ذكر إعجاز القرآن وتميزه بالنظم المعجز عن سائر الكلام.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام