ثالثاً: شبهة إنكار الكرامة وردها:
أنكر الكرامة عدد من العلماء منهم: أبو إسحاق والحليمي من الأشاعرة أكثر المعتزلة وابن حزم الظاهري، وتمسكوا في ذلك بشبهات واهية أقواها: إنها لو وقعت لأشبهت بالمعجزة، فلم يتميز النبي عن الولي [1] .
ورد ذلك: بأنها تتميز عن المعجزة لوجوب مقارنة الدعوى والتحدي في المعجزة دون الكرامة، وبأنه لا نبي بعد نبينا - صلى الله عليه وسلم -، فلا اشتباه في هذا الوقت أما بأنه: (كرامات الولي معجزة لنبيه) ، فإنه لا يصح على الحقيقة بدون التأويل كما يقال: الإرهاصات معجزة للنبي قبل النبوة، فإن المعجزة شرطها مقارنتها لدعوة النبوة، وتحدي الأمة بخلاف الكرامة والإرهاصات، فتكون التسمية لهما بالمعجزة على طريق التشبيه [2] .
ويرد قولهم كذلك ما أثبتناه من الأدلة على ثبوت الكرامة من القرآن والسنة ويقول العلامة القرصي:"وبالجملة لا يصح إنكارها بوجه إلا جهلاً بالضروريات، أو عناداً بالمحكمات كما أنكرها المعتزلة" [3] .
(1) ينظر: مقدمة ابن خلدون ص 474، والرسالة القشيرية: عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة القُشَيْرِيّ، ت 465هـ، المكتبة التوقيفية ـ مصر، تحقيق: هاني الحاج ص 527، والفصل في الملل والأهواء والنحل 5/ 11،واللمع لأبي نصر السراج الطوسي، ص 393، وشرح القصيدة النونية ص 95.
(2) ينظر: شرح القصيدة النونية ص 95، وشرح جوهرة التوحيد ص 170.
(3) شرح القصيدة النونية ص 95، وينظر: شرح الأصول الخمسة ص 568.