فهرس الكتاب
الصفحة 562 من 737

المطلب الخامس

الفرق بين المعجزة والكرامة

تفترق المعجزة عن الكرامة بالأمور الآتية:

أولاً: المعجزة مقارنة لدعوة النبوة، أما الكرامة فهي غير مقارنة لها، فصاحب الكرامة لا يدعي النبوة، بل هو متبع للنبي متمسك بشرعه [1] .

ثانياً: المعجزة مقدورة للأنبياء متى أرادوها، إما باختيارهم أو باقتراح الأمة، أما الكرامة فقد يأتي بها الولي وربما لا يستطيع الإتيان بها [2] .

ثالثاً: المعجزة موضع إثبات الدعوة لنبي فهو مأمور بإظهارها، إما الكرامة فالولي مأمور بسترها [3] ، يقول الشيخ أحمد الرفاعي ـ رحمه الله تعالى:"إن الأولياء يستترون من الكرامة كما تستتر المرأة من دم الحيض" [4] .

رابعاً: الأنبياء يحتجون بمعجزاتهم على المشركين، لأن قلوبهم قاسية لا يؤمنون بالله عز وجل، والأولياء يحتجون بالكرامة على أنفسهم حتى تطمئن وتوقن ولا تضطرب ولا تجزع عن فوت الرزق، لأنها أمّارة بالسوء جاحدة مشركة مجبولة على الشك ليس عندها يقين بما ضمن لها خالقها من الرزق [5] .

(1) ينظر: الرسالة القشيرية ص 527، وشرح الرسالة القشيرية: شيخ الإسلام زكريا الأنصاري مع حاشية العروسي، نشر عبد الوكيل الدربي، دمشق، نقلاً عن طبعة 1290 هـ، 4/ 150.

(2) ينظر: الرسالة القشيرية ص 527.

(3) ينظر: شرح الرسالة القشيرية مع حاشية العروسي 4/ 148، والمعجم الصوفي: الدكتورة سعاد الحكيم، دار الندوة ـ بيروت، الطبعة الأولى 1401هـ ـ 1981م. ص 968.

(4) إيماننا الحق ص 292.

(5) اللمع لأبي نصر السراج للطوسي ص 393، المعجم الصوفي ص 968.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام