ثانياً: تواتر عن الصحابة - رضي الله عنهم - عدد كبير من الكرامات منها:
ـ قول سيدنا عمر - رضي الله عنه: يا سارية الجبل، فكانت كرامة لعمر وسارية ـ رضي الله تعالى عنهما ـ في الوقت نفسه.
ـ وشرب سيدنا خالد - رضي الله عنه - للسم عند حصاره للحصن المنيع فاشترطوا عليه مقابل إسلامهم [1] .
ثالثاً: الكرامة أمر ممكن، ووجود الممكنات مستند إلى قدرته تعالى الشاملة لجميعها، فلا يمتنع شيء منها على قدرته تعالى [2] .
رابعاً: إثبات الكرامة للولِيِّ هو إثبات معجزة الرسول - صلى الله عليه وسلم - [3] ، لأنه لن يكون ولياً إلا بعد أن يكون مُحِقّاً في ديانته، وديانته الإقرار بالقلب واللسان برسالة رسوله - صلى الله عليه وسلم - مع الطاعة له في أوامره ولو ادعى الاستقلال بنفسه وعدم المتابعة للنبي لم يكن ولياً، ولم تظهر الكرامة على يديه على سبيل الولاية، وإنما قد تظهر على سبيل الاستدراج [4] .
(1) شرح العلامة التفتازاني على العقائد النسفية ص 475 ـ 476، شرح القصيدة النونية ص 95 ـ 96.
(2) ينظر: شرح المواقف 8/ 314، وشرح جوهرة التوحيد ص 169 ـ 170، وأصول الدين الإسلامي للدكتور رشدي عليان والدكتور قحطان الدوري ص 303.
(3) ينظر: كتاب النبوات: ابن تيمية، دار القلم، بيروت، ص 178، والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص 135.
(4) شرح المقاصد ص 2/ 203.