المطلب الثاني
شروط المعجزة
اشترط المحققون من علماء العقيدة والكلام في المعجزة عدة شروط [1] ، منها:
أولاً: أن تكون أمراً من الله تعالى ليصدق مدعي النبوة، والأمر يشمل:
أ ـ القول: كالقرآن الكريم.
ب ـ الفعل: كنبع الماء من بين أصابع الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فقد أخرج البخاري ومسلم، (واللفظ للبخاري) عن أَنَس بن مالك - رضي الله عنه: (أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دَعَا بِإِنَاءٍ من مَاءٍ فَأُتِيَ بِقَدَحٍ رَحْرَاحٍ فيه شَيْءٌ من مَاءٍ فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فيه قال أَنَسٌ: فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إلى الْمَاءِ يَنْبُعُ من بَيْنِ أَصَابِعِهِ، قال أَنَسٌ: فَحَزَرْتُ من تَوَضَّأَ ما بين السَّبْعِينَ إلى الثَّمَانِينَ) [2] .
ج ـ الترك، كعدم إحراق النار لسيدنا إبراهيم الخليل - عليه السلام - [3] .
ثانياً: أن تكون خارقة للعادة التي اعتاد عليها الناس واستمروا عليها مرة بعد
(1) ينظر: شرح المقاصد 2/ 175 ـ 177، والجامع لأحكام القرآن 1/ 69 ـ 71، واليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر: عبد الوهاب الشعراني، ت 973 هـ، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، الطبعة الثانية 2007 م، ص 216، وشرح جوهرة التوحيد ص 147 ـ 148، وأصول الدين الإسلامي للدكتور رشدي عليان والدكتور قحطان الدوري ص 307.
(2) صحيح البخاري: كتاب الوضوء، باب الوضوء من التَّوْرِ، رقم 197، 1/ 84، صحيح مسلم: كتاب الفضائل، باب معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث أنس - رضي الله عنه -،رقم 2279، 4/ 1783.
(3) قال تعالى: {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) } [الأنبياء:68 ـ 69] .