5 ـ العصمة مدة التبليغ وأداء الرسالة فقط، وهو قول أهل السنة وقالوا: بعصمة الأنبياء عن الذنوب، وتأولوا ما روي عنهم عن زلاتهم على أنها كانت قبل النبوة [1] .
يقول الأيجي:"وهي ـ يعني العصمة ـ عندنا ـ يعني الأشاعرة ـ أن لا يخلق الله فيهم ـ يعني الأنبياء ـ ذنباً، وعند الحكماء ملكة تمنع عن الفجور وتحصل بالعلم بمثالب المعاصي، ومناقب الطاعات وتتأكد بتتابع الوحي بالأوامر والنواهي" [2] .
واستدل لثبوت العصمة للأنبياء بأدلة، منها:
1 ـ إن النبوة عهد الله تعالى وهو يقول: {لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة:124] ، قال الرزي:"فهذا العهد إن كان هو النبوة وجب أن تكون لا ينالها أحد من الظالمين" [3] . والمعصية ظلم، وقال الفيروزآبادي في تفسير هذه الآية {لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} ، قال ابن عرفة: معناه أن لا يكون الظالم إماماً [4] ، أي عدم صلاحية الظالم يكون إماماً.
2 ـ لو لم يكن الأنبياء معصومين لانتفت فائدة البعثة واللازم (وهو انتفاء فائدة البعثة) باطل، فالملزم (وهو عدم عصمة الأنبياء) مثله، أي باطل أيضاً.
(1) المواقف للإيجي بشرح السيد الشريف 3/ 425.
(2) المصدر نفسه 3/ 336.
(3) التفسير الكبير 4/ 40.
(4) البصائر: 4/ 114، بصيرة في عهد.