فهرس الكتاب
الصفحة 543 من 737

إِنَّه إذا جازت المعصية عليهم لم يحصل الوثوق بصحة قولهم لجواز الكذب حينئذ عليهم، وإذا لم يحصل الوثوق لم يحصل الانقياد لأمرهم ونهيهم، فتنتفي فائدة بعثهم وهو محال، لأن بعثهم فعل الله تعالى وهو الحكيم العادل.

3 ـ أننا ملزمون بأتباع الأنبياء لدلالة الإجماع والنقل على وجوب أتباعهم فلو كانوا غير معصومين حسب الفرض لكان الأمر حينئذ بأتباعهم من المحال لأنه قبيح، فيكون صدور الذنب عنهم محالاً وهو المطلوب [1] .

وقال ابن عطية:"أجمعت الأمة على عصمة الأنبياء في معنى التبليغ ومن الكبائر ومن الصغائر التي فيها رذيلة واختلف في غير ذلك من الصغائر، والذي أقول به أنهم معصومون من الجميع" [2] .

مما تقدم من الآراء والمذاهب أختار ما في المواقف وشرحه (أنهم معصومون في زمان نبوتهم عن الكبائر مطلقاً أي سهواً أو عمداً، وعن الصغائر عمداً، هذا والمحققون من المحدثين والسلف الصالح على عصمتهم عن الصغائر عمداً، والكبائر مطلقاً بعد البعثة، وما يشعر بصدور المعصية عنهم فمحمول على ترك الأولى فإن حسنات الأبرار سيئات المقربين [3] .

(1) ينظر: المواقف للإيجي بشرح السيد الشريف 3/ 425.

(2) المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز 1/ 212.

(3) ينظر: المواقف للإيجي بشرح السيد الشريف 8/ 289.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام