ومكارم عدة، نال بذلك التفضيل المطلق على العالَمَيْنِ من الجِنَّةِ والنَّاس أجمعين، بل والملائكة المقربين [1] .
وقد وردت أحاديث كثيرة تؤكد ذلك، منها قوله - صلى الله عليه وسلم: (فُضِّلْتُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِىَ الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَهُوراً وَمَسْجِداً، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ ... النَّبِيُّونَ) [2] .
وقوله - صلى الله عليه وسلم: (أنا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ ولا فَخْرَ وأنا أَوَّلُ من تَنْشَقُّ الأَرْضُ عنه يوم الْقِيَامَةِ ولا فَخْرَ وأنا أَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ ولا فَخْرَ وَلِوَاءُ الْحَمْدِ بِيَدِي يوم الْقِيَامَةِ ولا فَخْرَ) [3] . فضلاً عن أحاديث كثيرة تَدُلُّ على فضله وعلو مكانته ... ورتبته - صلى الله عليه وسلم - على سائر الخلائق في الدنيا والآخرة [4] .
قال ابن قتيبة:"قالوا: حديثان متناقضان."
قالوا: رويتم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (لا تفضلوني على يونس بن متى ولا
(1) ينظر: بداية السول في تفضيل الرسول: العز بن عبد السلام، ت 660هـ، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الرابعة 1406هـ ـ 1986م، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، ولوامع الأنوار البهية 2/ 294، وجوهرة التوحيد ص 145.
(2) أخرجه مسلم عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -، والإمام أحمد والترمذي وابن حبان عن أبي هريرة - رضي الله عنه -. صحيح مسلم: كتاب المساجد، رقم 523، 1/ 371، مسند الإمام أحمد بن حنبل: رقم 9326، 2/ 411، سنن الترمذي: كتاب السِّيَر، بَاب ما جاء في الْغَنِيمَةِ، رقم 1553، 4/ 123، صحيح ابن حبان: كتاب الصلاة، باب ما يكره للمصلي وما لا يكره، رقم 2313، 6/ 87.
(3) أخرجه ابن ماجه عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه: سنن ابن ماجه، كتاب الزهد، باب ذكر الشفاعة، رقم 4308، 2/ 1440.
(4) للوقوف على مزيد من الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة في ثبوت الأفضلية المطلقة للنبي ... محمد - صلى الله عليه وسلم -، ينظر: بداية السول في تفضيل الرسول للعز بن عبد السلام.