المطلب الثاني
أولو العزم من الرسل
أصل العزم في الأمر: الجد والاجتهاد فيه [1] .
وقد ورد في القرآن الكريم الإشارة إلى أن من أهم خصال العزم الصبر وتقوى الله قال تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [آل عمران:186] ، وقال تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف:35] .
وقد اختلف العلماء في تحديد من هم أولو العزم من الرسل على قولين:
الأول: أنهم جميع الرسل، أو أنهم جميع الرسل ما عدا يونس بن متى، لأن الله تعالى قال: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) } [القلم:48] ، وعلى ضوء هذه الآية ذهب الرازي إلى أََنَّ يونس ليس من أولي ... العزم [2] وذكر اللقاني أَنَّ آدم أيضاً ليس منهم لقوله تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115) } [طه:115] ، وذكر ابن عباس (رضي الله عنهما) أَنَّ كل الرسل كانوا أولي عزم [3] .
الثاني:"أنهم بعض الرسل، ثم اختلف في تعيين أسمائهم على أكثر من عشرة أقوال: أشهرها ما قاله مجاهد: هم خمسه: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى،"
(1) ينظر: المصباح المنير 2/ 408.
(2) ينظر: التفسير الكبير 22/ 185.
(3) ينظر: الجامع لأحكام القرآن 16/ 220، والتفسير الكبير 22/ 185، وتفسير القرآن العظيم 4/ 172.