ثانياً: الرَّسُولُ في الاصطلاح الشَّرعي:
اختلف العلماء في معنى الرَسُول على قولين، هما:-
1 ـ الرَّسُولُ إِنسانٌ أُوحِيَ إليه بشرع، وأُمِرَ بتبليغه، والدعوة إليه، فالفرق بين النبي والرسول بالتبليغ وعدمه، فالنبي أعَمُّ من الرسول، أي: يلزم من كونه رسولاً أن يكون نبيّاً، ولا عكس، وهذا المشهور، وبه قال الجمهور [1] .
2 ـ الرسول إنسان بعثه الله لتبليغ ما أُوحِيَ إليه، ولا فرق بين النبي والرسول، بل هما بمعنىً واحد، وهذا مذهب جمهور المعتزلة، وإليه ذهب التفتازاني ورَجَّحه [2] .
أمَّا الفيروزآبادي فلم يتعرض إلى تعريف الرسول من الناحية الاصطلاحية لمادة الرسول وتوسع في الجانب اللغوي لمادة (رسل) بأمثلة كثيرة، ذكرت في تعريف الرسول لغة [3] . فهو لا يفرق بين النبي والرسول، وهو أقرب إلى القول الثاني.
(1) ينظر: شرح النسفية للتفتازاني ص 65، وحاشية الخيالي للسيالكوتي ص 169. وقال الباجوري:"فبينهما العموم والخصوص المطلق؛ لأنَّ كل رسول نبي ولا عكس". شرح الباجوري على الجوهرة ص 33.
(2) ينظر: حاشية المرجاني على شرح العضدية: للمولى المرجاني، دار سعادة، خورشيد (مطابع عثمانية) ، الطبعة الثالثة 1317هـ. 1/ 12، والكلنبوي على الدواني 1/ 9.
(3) ينظر ص 496 من الرسالة.