المطلب الثَّاني
تعريف الرسول لغةً واصطلاحاً
وردت لفظة (رسول) وما جاء منها في القرآن الكريم في ثلاثِ مئة واثنين وثلاثين موضعاً [1] .
أَوَّلاً: الرَّسُولُ في اللغة:-
ذكر علماء اللغة معنيين للفظة (رَسُول) ، وهي:
1 ـ الرسول في اللغة مأخوذ من الرَّسْل، قولهم: جاءت الإبلُ رَسْلاً أي: متتابعة، فالرسول هو الذي يُتابع أخبار الذي بعثه، ويقال: جاءت الإبلُ أَرْسَالاً إذا جاء منها رَسْلاً بعد رَسْلٍ، والإبلُ إِذا وردت الماءَ وهي كثيرة فإِنَّ القَيِّمَ بها يوردها الحوضَ رَسْلاً بعد رَسْلٍ، ولا يوردها جملةً فتزدحمُ على الحوض [2] .
2 ـ وقيل: إِنَّ الرسولَ مأخوذ من رَسَلَ اللبن إذا تتابع دَرُّهُ؛ لأنَّ الرسولَ هو الذي يتتابع عليه الوحي [3] .
أَمَّا الفيروزآبادي فقد عرفه بقوله:"وأصل الرَّسْلِ الانبعاث على التُّؤَدَةِ، يقال: ناقة رَسْلَةٌ أي: سهلة السير، وإبلٌ مَرَاسِيْلُ: منبعثة انبعاثاً سهلاً" [4] .
(1) ينظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ص 399ـ406.
(2) ينظر: معجم مقاييس اللغة 2/ 392، مادة (رسل) ، ولسان العرب 6/ 376، مادة (رسل) .
(3) ينظر: القاموس المحيط ص 1019، مادة (رسل) .
(4) البصائر 2/ 98 ـ 99، بصيرة في الإرسال.