فهرس الكتاب
الصفحة 515 من 737

المطلب الثالث

الفرق بين النَّبِيِّ والرَّسُولِ

من تعريف النَّبِيِّ والرَّسُولِ في الاصطلاح الشرعي [1] ، أرى أَنَّ القول الراجح هو ما ذهب إليه الجمهور وعامة الأشاعرة مِنْ أَنَّ النبي أعم من الرسول؛ لوجود آية صريحة تفرق بين النبي والرسول، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} [الحج:52] ، فلو كان النبي مساوياً للرسول لما عطف عليه؛ لأَنَّ نفي أحد المتساويين يستلزم نفي الآخر [2] . وكذلك لحديث أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قلت: (يا نبي الله كم عدد الأنبياء؟ قال: مئة ألف وأربعة وعشرون، الرسل من ذلك ثلاث مائة وخمسة عشر جَمّاً غفيراً) [3] . فالحديث يبين عدد الرسل والأنبياء، ويقضي أن الرسل غير الأنبياء [4] .

(1) ينظر: ص 493 و 497 من الرسالة.

(2) الكلنبوي على الدواني 1/ 9.

(3) أخرجه الطيالسي، وابن سعد، والإمام أحمد بن حنبل، والطبراني، والحاكم، والبيهقي، كلهم عن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه -. مسند أبي داود الطيالسي: رقم 478، ص 65،الطبقات الكبرى 1/ 32، و1/ 54، مسند الإمام أحمد بن حنبل، رقم 21592، 5/ 179، ورقم 22342، 5/ 265، المعجم الكبير: رقم 7871، 8/ 217، المستدرك على الصحيحين: كتاب التفسير، من سورة البقرة، رقم 3039، 2/ 288 وقال:"هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه". شعب الإيمان: رقم 3576، 3/ 292.

(4) المسامرة في شرح المسايرة ص 232، وينظر: أصول الدين الإسلامي للدكتور رشدي عليان والدكتور الدوري ص 231.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام