فهرس الكتاب
الصفحة 511 من 737

القول الثَّالث: إنسان بعثه الله لتبليغ ما أُوحِيَ إليه، وكذا الرسول، وهو مذهب جمهور المعتزلة [1] ، فهم عندهم لا فرق بين النبي والرسول [2] .

وقد عَرَّفه الفيروزآبادي رحمه الله، بقوله: النُّبُوَّةُ هي سِفارة بين الله وبين ذوي العقول، لإزاحة عللهم في أمر معادهم ومعاشهم [3] ، [فأخرج المجنون والصبي] ، فهو بهذا قريب من القول الثالث، وإليه ذهب التفتازاني [4] ، وَرَجَّحَه.

ولا بُدَّ من الإشارة بأَنَّ الفيروزآبادي مسبوق بهذا التعريف، وبه قال الماورديُّ، والراغِب [5] .

(1) المعتزلة: نشأت هذه الفرقة في بداية القرن الثاني، ومؤسسها واصل بن عطاء، وكان يجلس في حلقة الحسن البصري، وخالفه في مرتكب الكبيرة، وقال: لا هو مؤمن ولا هو كافر، وهو بمنزلة بين المنزلتين، فاعتزل حلقة الحسن البصري، فَسُمُّوا بالمعتزلة، ويلقبون بالقدرية؛ لأنهم يسندون أفعال العباد إلى قدرتهم، كما يلقبون بالمعطلة؛ لأنهم يعطلون وينفون بعض الصفات عن الله عز وجل. وقام فكر المعتزلة على أصول خمس: التوحيد، والعدل، والوعد والوعيد، والمنزلة بين منزلتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ينظر: الملل والنحل، والفرق بين الفرق ص 107 ـ 109.

(2) ينظر: شرح النسفية ص 65، وحاشية الخيالي: عبد الحكيم السيالكوتي، ت 1656م، مطبعة كردستان العلمية ـ مصر 1329هـ، وقال الباجوري:"فبينهما العموم والخصوص المطلق؛ لأنَّ كل رسول نبي ولا عكس". شرح الباجوري على الجوهرة ص 33.

(3) البصائر 5/ 14 ـ 15، بصيرة في نبأ.

(4) هو مسعود بن عمر بن عبد الله سعد الدين التفتازاني، من أئمة العربية والبيان والمنطق، ولد بتفتازان سنة 712هـ، وتوفي بسمرقند سنة 791هـ، من كتبه تهذيب المنطق، وشرح المقاصد. ينظر: بغية الوعاة 2/ 285، والدرر الكامنة 5/ 119.

(5) ينظر: أعلام النبوة 1/ 281، وكتاب الاعتقاد للراغب ص 128، ومفردات ألفاظ القرآن ص 789 مادة ... (نَبَأ) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام