فهرس الكتاب
الصفحة 510 من 737

الاختلاف في القراءات ـ مهموز وغير مهموز ـ تكمل إحداهما الأخرى في المعنى والتفسير، فالنَّبِيُّ يتابع أخبار الذي بعثه عن طريق الوحي {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) } [النجم:3ـ4] ، وهو مرتفع الرتبة على مَن بُعِثَ فيهم.

ثانياً: النَّبِيُّ في الاصطلاح الشَّرعي: اختلف العلماء في بيان المعنى الاصطلاحي للفظة ... (نَبِيّ) على أقوال، أذكر منها:

القول الأَوَّل: النَّبِيُّ إنسانٌ ذَكَرٌ حُرٌّ من بني آدم، سليمٌ عن كل مُنَفِّرٍ طَبْعاً، أوحِيَ إليه بشرع يعمل به وإن لم يُؤمَر بتبليغه [1] .

القول الثَّاني: إنسانٌ أُوحِيَ إليه بشرع، سواء أُمِرَ بتبليغه، والدعوة إليه أم لا، وبه قال عامة الأشاعرة [2] ، والجمهور [3] .

(1) ينظر: فتح المجيد ص 32.

(2) الأشاعرة نسبة إلى أبي الحسن الأشعري، هو: أبو الحسن علي بن إسماعيل بن إسحاق بن سالم بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والأشعري نسبة إلى أشعر، وهي قبيلة مشهورة باليمن، تتلمذ على أبي العلي الشيباني إلى أن تبحر في علم الكلام، وأخذ الاعتزال منه ثم رجع وتاب عنه، ورمى به، وسار على منهج أهل السنة، توفي سنة 324هـ. ينظر: الأنساب: عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني أبو سعيد، ت 562هـ، مطبعة مجلس المعارف العثمانية ـ حيدر آباد 1382هـ ـ 1962م، 1/ 266.

(3) ينظر: شرح النسفية: سعد الدين سعود بن عمر التفتازاني، ت 792هـ، ومعه تخريج أحاديث العقائد: جلال الدين السيوطي، ت 911هـ، مكتبة دار البيروتي، تحقيق: محمد عدنان درويش، مراجعة: الشيخ أديب كلاس ص 65.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام