اسم المفعول، أي: هو المُنَبَّأُ (المُخْبَرُ) ؛ لأنَّ المَلَكَ يُنَبِّئُهُ عن الله تعالى بالوحي.
ب0 أو أن تكون من النَّبِيءِ الذي هو الطريق الواضح؛ لأنَّ الأنبياء هم الطرق المُوصِلَةُ إلى الله تعالى.
2 ـ إذا كانت اللفظة غير مهموزة (نَبِيّ) ، فهي:
أ0 أَمَّا أن تكون همزتها مخففة، فهي تحمل المعنيين السابقين.
ب0 وإِمَّا أَن تكون مشتقة من النَّبْوَة، أو النَّبَاوَة، أي: الارتفاع، والرفعة؛ لأَنَّ النَّبِيَّ مرفوع الرتبة على غيره، وما من نبي إلاّ وهو أفضل من أمته [1] .
أمَّا الفيروزآبادي فقد عرفه بمعنى قريب مِمَّا سبق، فقال:"النَّبِيُّ مهموز، وغير مهموز، فالمهموز مأخوذ من النَّبَأ، وهو الخبر، وغير مهموز يحتمل وجهين: أولاً: بإسقاط همزته. الثاني: أن يكون من النَّبْوَة، التي هي الرفعة، وهي ما ارتفع من الأرض، ويقال: نَبَأَ الشيء إذا ارتفع، فالنَّبِيُّ على هذا هو الرفيع المنزلة عند الله تعالى [2] ."
ومِمَّا تقدم يتَّضِحُ التقارب بين تعريف أهل اللغة والفيروزآبادي للفظة (نَبِيّ) ، فهو في المهموز ذكر النَّبَأَ بمعنى الخبر، ولم يذكر النبيء بمعنى الطريق الواضح، أمَّا في غير المهموز المأخوذ من النبوة بمعنى الرفعة، فهو مطابق لما قاله أهل اللغة.
وكلا المعنيين يكمل أحدهما الآخر، فالنبي مع كونه مُخْبِراً عن الله تعالى، فهو مرتفع الرتبة على غيره، وموصل الناس إلى الطريق المستقيم باختيار الله تعالى له، وصدق عَزَّ من قائل: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [الأنعام:124] ، ثم إِنَّ
(1) ينظر: الصحاح ص 1014 مادة (نبأ) ، ولسان العرب 1/ 162 مادة (نبأ) ، والقاموس المحيط ص 81 مادة (نبأ) .
(2) البصائر 5/ 14ـ15، بصيرة في نبأ.