المطلب الأول
تعريف النَّبِيِّ لُغَةً واصْطِلاحاً
وردت لفظة (نَبِيّ) في القرآن الكريم ثمانين مرة باشتقاقات مختلفة، في سبع وسبعين آية، والألفاظ هي: نَبِيّ، وأنبياء، ونَبِيُّونَ، ونَبِيِّينَ، ونَبِيُّهُم، ونَبِيّاً، والنُّبُوَّة [1] .
أولاً: النَّبِيُّ في اللغة: لأجل بيان المعنى اللغوي للفظة (نَبِيّ) وتعدد معانيها، لا بُدَّ من ذكر القراءات الواردة في هذه الكلمة؛ لأنَّ تعدد المعاني راجع إلى القراءات الواردة فيها.
قرأ نافع [2] لفظة (نَبِيّ) وما جاء منها مهموزة، فيقرأ نَبِيء، وأَنبِئَاء، ونَبِيئُون، ونَبِيئِين، ونَبِيئُهُم، ونَبِيئاً، والنُّبُوءَة، وقرأ سائر القراء العشرة بدون همز [3] .
وبناءً على القراءتين المتواترتين الواردة في لفظة (نَبِيّ) تعددت معانيها في اللغة، على النحو الآتي:
1 ـ إذا كانت اللفظة مهموزة (نَبِيء) ، فهي:
أ0 إمَّا مشتقة من النَّبَأ، وهو الخبر، فالنبيء بزنة (فَعِيْل) يأتي بمعنى
اسم الفاعل، أي: المُنبِئُ (المُخبِرُ) عن الله تعالى. أو (فَعِيْل) بمعنى
(1) ينظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ص 859 ـ 860.
(2) هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي (70 ـ 169 هـ) ، قارئ المدينة، وأحد القراء السبعة، أصله من أصبهان، أخذ القراءة عن ابن هرمز، وأبي جعفر بن القعقاع، وشيبة بن نِصَاح، والزهري، وغيرهم، وكان يقول: قرأت على سبعين من التابعين. قرأ عليه ابن وردان، وابن جماز، ومالك بن أنس صاحب المذهب، والأصمعي، وأبو عمرو بن العلاء قارئ البصرة وأحد القراء السبعة، وكثيرون، انتهت إليه رئاسة الإقراء بالمدينة، وأَقرَأَ بها أكثر من سبعين سنة. ينظر: معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار: محمد بن أحمد بن قايماز الذهبي أبو عبد الله، ت 748 هـ، مؤسسة الرسالة ـ بيروت، الطبعة الأولى 1404هـ، تحقيق: بشار عواد معروف وشعيب الأرناؤوط وصالح مهدي عباس، 1/ 107 ـ 111، وغاية النهاية في طبقات القراء 2/ 330ـ334.
(3) ينظر: التيسير في القراءات السبع ص 63، والنشر في القراءات العشر 1/ 406، وإتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر ص 138.